بعد اتفاق تاريخي.. تاكايتشي قد تصبح أول امرأة رئيسة للوزراء في اليابان

بعد اتفاق تاريخي.. تاكايتشي قد تصبح أول امرأة رئيسة للوزراء في اليابان
ساناي تاكايتشي

أعلنت وكالة "كيودو" اليابانية، الأحد، أن الحزب الديمقراطي الحر الحاكم توصّل إلى اتفاق مبدئي مع حزب التجديد "إيشين" اليميني لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، في خطوة وُصفت بالتاريخية، إذ تمهد الطريق أمام ساناي تاكايتشي لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تاريخ اليابان.

وكشفت الوكالة أن رئيسة الحزب الديمقراطي الحر ساناي تاكايتشي ورئيس حزب "إيشين" هيروفومي يوشيمورا سيوقعان رسميًا اتفاق التحالف، اليوم الاثنين، على أن يصوّت نواب حزب "إيشين" لصالح تاكايتشي خلال جلسة البرلمان المقررة يوم الثلاثاء لاختيار رئيس الوزراء الجديد.

وأوضحت الوكالة أن الاتفاق يقضي بدعم حزب "إيشين" للحكومة المقبلة برلمانيًا دون المشاركة المباشرة في الحقائب الوزارية خلال المرحلة الأولى، وهو ما اعتُبر خطوة تكتيكية تهدف إلى تثبيت التحالف سياسيًا قبل الانتقال إلى شراكة تنفيذية لاحقًا.

إعادة ترتيب التحالفات

يأتي هذا التطور بعد انسحاب حزب "كوميتو" من الائتلاف الحاكم في مطلع أكتوبر الجاري، ما أنهى شراكة سياسية استمرت 26 عامًا بين الحزبين.

وأدى إلى اهتزاز الأغلبية البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر الذي سارع إلى فتح قنوات تفاوض جديدة مع قوى يمينية وسطية لتأمين الاستقرار السياسي.

وشهدت الأيام الماضية مباحثات مكثفة خلف الكواليس بين الحزب الحاكم وحزب "إيشين"، تركزت حول ملفات الدفاع والاقتصاد والعلاقات الخارجية، وهي القضايا التي تتقاطع فيها رؤى الحزبين بدرجة كبيرة، خصوصًا في ما يتعلق بتعزيز القدرات الدفاعية اليابانية في مواجهة التوترات الإقليمية المتصاعدة مع الصين وكوريا الشمالية.

ساناي تاكايتشي

تُعد ساناي تاكايتشي (63 عامًا) من أبرز الشخصيات السياسية في اليابان المعاصرة، وتُعرف بمواقفها المحافظة المتشددة، خاصة في قضايا الأمن القومي، ودعم التحالف العسكري مع الولايات المتحدة، والدفاع عن دور الجيش الياباني في التاريخ الحديث، وهي مواقف كثيرًا ما أثارت جدلًا في الأوساط الليبرالية اليابانية.

وشغلت تاكايتشي عدة مناصب وزارية بارزة، أبرزها حقيبة الشؤون الداخلية والاتصالات، كما تولّت في السنوات الأخيرة رئاسة لجنة السياسة في الحزب الديمقراطي الحر، حيث لعبت دورًا حاسمًا في صياغة مواقف الحزب بشأن الأمن القومي والتحول التكنولوجي.

ويُنظر إلى فوزها المرتقب على أنه منعطف تاريخي في الحياة السياسية اليابانية، إذ ستكون أول امرأة تقود الحكومة منذ تأسيس اليابان الحديثة في القرن التاسع عشر، في مجتمع لا يزال يواجه انتقادات بشأن ضعف تمثيل النساء في المناصب العليا.

تنحي شيغيرو إيشيبا

يأتي الاتفاق قبل تصويت البرلمان لاختيار خلف لرئيس الوزراء الحالي شيغيرو إيشيبا، الذي أعلن الأسبوع الماضي نيّته التنحي لأسباب شخصية وصحية، بعد عامين من توليه المنصب في ظل أزمة اقتصادية عالمية وضغوط أمنية متزايدة في منطقة شرق آسيا.

ومن المتوقع أن يحظى ترشيح ساناي تاكايتشي بدعم مريح داخل البرلمان بفضل التحالف الجديد، ما يجعلها المرشحة الأوفر حظًا لتولي رئاسة الوزراء رسميًا يوم الثلاثاء المقبل.

وتواجه تاكايتشي فور توليها المنصب جملة من التحديات الداخلية، أبرزها تباطؤ النمو الاقتصادي، وتراجع قيمة الين الياباني، وشيخوخة السكان، إلى جانب الملفات الدفاعية المعقدة التي تفرضها التحولات الجيوسياسية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ويرى محللون سياسيون في طوكيو أن صعود تاكايتشي قد يعزز التيار المحافظ داخل الحزب الحاكم، ويدفع اليابان نحو مواقف أكثر صرامة في السياسة الخارجية، خصوصًا في ظل التوتر المتصاعد مع الصين حول جزر سينكاكو، ومع كوريا الشمالية بشأن تجاربها الصاروخية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية